غالبا ما نتحدث في مهارات المترجم عن إجادة اللغات ومعرفة الثقافة وحتى تكنولوجيا المعلومات. ولكن الكثير من عروض العمل المتعلقة بوظائف الترجمة تعتبر هذه المهارات بديهيات وتنتظر من المترجم إتقان مهارات إضافية مثل الانتباه للتفاصيل.
ألق بالك إلى مهارات المترجم التالية التي ينتظرها العميل من المترجم بحيث يحتاج إلى امتلاكها أو تطويرها للقيام بعمله على أحسن وجه:
اقرأ أيضا: 10 ممارسات مساعدة على تطوير مهارات الترجمة
1) مهارة الكتابة
يُنتظر من المترجم أن يكون قادرا على إعادة كتابة النص الأصلي بلغة يفهمها القارئ. فالقدرة على الكتابة إحدى مهارات المترجم الأساسية. ولذلك، ينبغي أن يمتلك المترجم القدرة على الكتابة باللغة المنقول إليها بأسلوب واضح ودقيق ويتمكن من قواعدها. وتساعد أيضا ممارسة الكتابة على صقلها عن طريق مثلا تحرير مقالات لفائدة بعض المواقع الإلكترونية. وقد سمعتُ أستاذا ينصح طلبته بصقل هذه المهارة عن طريق كتابتهم كل ليلة أحداث يومهم في مذكرة لتساعدهم مع مرور الوقت على التعبير عن الأفكار بسلاسة في تلك اللغة.
2) سرعة الكتابة من مهارات المترجم المُعِينة على الترجمة
يُطلب من المترجم السرعة في الترجمة لتحقيق إنتاجية أكبر. وبالتالي، يُتوقع أن يكون المترجم سريعا في الكتابة. ولذلك تساعد مهارة سرعة الكتابة المترجم على زيادة إنتاجيته وبذل مجهود أقل. وهو ما يتحقق من خلال التركيز على النص وترجمته دون النظر إلى لوحة المفاتيح. وعليه، من المفيد إتقان مهارة الكتابة السريعة لأنها من مهارات المترجم المساعدة على زيادة الإنتاجية.
3) الانتباه للتفاصيل
يُنتظر من المترجم أن يتحرى الدقة في نقل اختيارات الكاتب بكل معانيها ولا يمر على الكلمات مرور الكرام. فما قيمة العمل السريع المفتقر إلى الجودة؟ وقد يستعمل الكاتب عبارة ما أو علامات ترقيم بعينها لإيصال فكرة معينة على نحو غير مباشر. وهنا يستخدم المترجم فضوله الذي يوقفه عند تلك التفاصيل ليبحث في دلالاتها. وتساعد هذه المهارة المترجم على نقل النص الأصلي بأكبر قدر من الأمانة.
4) القدرة على الترجمة من خلال نماذج تثبت مهارات المترجم
يطلب الزبون من المترجم تقديم نماذج لترجماته السابقة ليطلع على مستواه فيها. وتُساعده تجاربه السابقة على تأكيد قدرته على الترجمة عموما أو في مجال بعينه عندما يُطلب منه ذلك. فمن خلال ممارسة الترجمة، يتعلم المترجم من أخطائه كيفيةَ التعامل بسهولة أكبر مع المشكلات السابقة، وتزيد سرعته في العمل ويتطور أداؤه. ويمكن أن يبدأ المترجم ممارسة الترجمة عن طريق العمل التطوعي في مجال الترجمة أو التدريب الذاتي. ومن ثم، يُثبت المترجم مهارته في الترجمة سواء بتقديم نماذج سابقة أو رسائل تزكية من عملاء سابقين أو اجتياز اختبار.
5) القدرة على التخصص في مجال واحد أو بعض المجالات
يطلب بعض الزبائن من المترجم تقديم نماذج لترجماته السابقة في مجال معين. فإذا كانت معلومات المترجم جيدة في مجال ما، فإن قدرته على الترجمة في هذا المجال ستكون أفضل مقارنة مع غيره من المجالات. ويكون عموما هذا المجال مرتبطا بتخصص المترجم الدراسي كالطب أو الهندسة أو بمجال عمله كالعمل في شركة لمستحضرات التجميل. وهذه الدراسة المتخصصة أو العمل يجعله يستوعب كل كلمة تُكتب في هذا المجال بفضل خبرته الميدانية أو معارفه الأكاديمية. وهذا التخصص لا يمنعه من الإلمام بمجالات أخرى.
6) مهارات التسويق من مهارات المترجم الضرورية لجذب عملاء جدد
كيف يمكنك أن تقنع الزبون بمهاراتك؟ إذا كنت ماهرا في الترجمة، فإن المرحلة الموالية هي تسويق مهارتك وإيجاد الزبون وإقناعه بخدماتك وبما قد تتميز به عن غيرك. ويترتب على هذه المهارة إقناع الزبون بخدماتك وإنشاء علاقة مهنية بينكما.
اقرأ أيضا: التسويق في مجال الترجمة: 11 فكرة تسويقية للمترجمين المستقلين
7) تنظيم الوقت
يشمل روتين المترجم العمل والتعلم المستمر -لمواكبة مستجدات السوق- والبحث عن زبائن وتخصيص وقت لحياته الخاصة. ويحتاج المترجم إلى تقسيم وقته على نحو يساعده على الوفاء بالتزاماته مع الزبائن والقيام بكل هذه المهام دون أن تطغى إحداها على حيز الأخرى. فتنظيم الوقت مهارة لا محيد عنها لحياة متوازنة.
اقرأ أيضا: 7 نصائح تساعد المترجم المستقل على تنظيم الوقت
8) الالتزام بالمواعيد من مهارات المترجم الأساسية لإرضاء العميل
يلتزم المُترجم بتسليم العمل في الوقت المتفق عليه. ويساعد الوعي مسبقا بكمية العمل الممكن إنجازها في اليوم أو الساعة على تقدير المدة المطلوبة لإتمام العمل. ويُحبَّذ الاتسام بالواقعية في تحديد الآجال لأن المبالغة في الكمية الممكن إنجازها ستؤثر على جودة العمل وستُنهك المترجم دون فائدة. فقد يرغب المترجم في ترجمة كمية ضخمة في وقت وجيز، لكن جسمه وعقله قد يخذلانه لأن طاقتهما محدودة. ولذلك فالقدرة الإنتاجية تختلف من مترجم لآخر حسب خبرته ومدة ممارسته الترجمة. ومن ثم تساعد معرفة المترجم لقدرته الإنتاجية على الالتزام بالمواعيد والآجال المُتفق عليها مع الزبون.
9) الالتزام بالسرية وعدم إفشاء المعلومات
يوقّع المترجم المستقل عادةً على اتفاقية عدم تسريب المعلومات. وفي الحالات التي لا يوقع فيها على هذا الاتفاق، يُفترض أن يلتزم أيضا بكتمان المعلومات التي يطلع عليها خلال الترجمة. فعدم إفشاء المعلومات جزء من أخلاقيات المهنة.
اقرأ أيضا: أخلاقيات المترجم: هل تلتزم بها؟
10) مهارات البحث من مهارات المترجم الضرورية في عمله
يُنتظر من المترجم أن يكون قادرا على البحث عن المعلومات المساعدة على فهم النص وترجمته وإيجاد المقابلات المناسبة. ويعتمد إيجاد المترجم ضالته على منهجيته في البحث. وبما أن المصطلحات الجديدة تتناسل مع التدفق المعرفي، يحتاج المترجم إلى معرفة البحث عن المقابل المناسب في وقت وجيز. ولذلك تُعد القدرة على البحث وإيجاد المترجم ما يبحث عنه من معلومة في وقت وجيز إحدى مهارات المترجم الضرورية.
اقرأ أيضا: طرق البحث في الإنترنت بفاعلية ودقة
11) إجادة مهارات التكنولوجيا المرتبطة بالترجمة
لا بد أن يواكب المترجم التطورات التكنولوجية في مجال الترجمة ويجيدها لأنها تسهّل عمله مثل برامج الترجمة بمساعدة الحاسوب أو أدوات ضمان الجودة. فقد أصبحت إجادة إحدى أدوات الترجمة بمساعدة الحاسوب شرطًا من شروط توظيف المترجمين.
12) مهارة التواصل
ينبغي أن يكون المترجم قادرًا على إقامة علاقة جيدة مع عملائه. فإجادة مهارة التواصل قد تجعل العميل يفضل التعامل مع مترجم معين دون غيره. ولذلك، يُنتظر من المترجم المستقل أن يردّ على مراسلات العميل ويجيب على استفساراته دون ضجر.
13) مهارة التفاوض
يحتاج المترجم إلى التفاوض بشأن السعر وموعد تسليم المشاريع ومحتوى العقود. ولذلك، فإن إتقان فن التفاوض مهمٌّ لكي يُفضي إلى التعاقد مع العملاء على نحو يُرضي جميع الأطراف. وقد يكون بشأن مختلف مهام المترجم بما في ذلك مشاريع كتابة المحتوى والسترجة.
اقرأ أيضا: مهارة التفاوض… من المهارات المهمة في مجال الترجمة
خاتمة
وفي الختام، يستطيع المترجم أن يطور هذه المهارات ويصقلها من خلال التمرن والتعلم والخبرة التي يراكمها انطلاقا من تجاربه المتكررة في مجال الترجمة.
اقرأ أيضا: وظيفة المترجم: مؤهلاته ومهاراته ومهامه
مصادر مفيدة:
The translation skills a professional translator needs
Seven skill every successful translator must have