متلازمة النفق الرسغي

متلازمة النفق الرسغي: ما علاقتها بالعمل على الحاسوب وكيف تَحدث؟


من المعلوم أنّ العمل على الحاسوب لساعات طويلة يَتسبّب في استنزاف طاقة الجسم، ويؤثِّر على القدرة البصريّة. لكن ما علاقته بإصابة اليد بما يُسمى متلازمة النفق الرسغي؟

أولا- ما هي متلازمة النفق الرسغي؟

يَمتد العصب المتوسِّط على طول الذراع، ويَمر عبر منطقةٍ في المعصم تُسمى النفق الرسغي، إلى أن ينتهي في اليد. ويَتحكّم في حركة الكثير من العضلات، ويَتلقّى التنبيهات الحِسّية من معظم الأصابع ما عدا الخنصر. ومن جهة أخرى، تحتوي منطقة النفق الرسغي على الكثير من أوتار العضلات القاسية. وعند حدوث أي إصابة في هذا المكان، سيَتعرّض العصب المتوسِّط للانضغاط، ممّا يؤدّي إلى ظهور أعراض متلازمة النفق الرسغي.

ثانيا- أعراض متلازمة النفق الرسغي

تَشمل أعراض المتلازمة ما يلي:

– ضعف حركة اليد.

– صعوبة إمساك الأشياء.

– الوَخْز الذي يَنتقل إلى الذراع.

– الشعور بألم سريع ومفاجئ في الأصابع يشبِّهه المريض بصدمة الكهرباء.

– الإحساس بحرقة أو وَخْز أو خَدَر في راحة اليد والإبهام والسبابة والأصابع الوسطى.

قد تلاحِظ في البداية خَدَر الأصابع وتعبها ليلاً. لكن، يمكِنك أن تَستيقظ في الصباح مع الشعور بوَخْز في اليد يَمتد إلى الكتف أيضا. وتَشتدّ الأعراض خلال النهار أثناء قراءة كتابٍ أو القيادة أو حمل شيء ما مع ثني المعصم. ولكن عند تفاقُم متلازمة النفق الرسغي، تَتراجع قوّة قبض اليد، كما يزداد ألم المعصم والتشنُّج العضلي.

ثالثا- أسبابها

قد تَحدث الإصابة بالمتلازمة بسبب أي من العوامل التالية:

– الكسور: تؤذي العصب بطريقتين مباشرة وغير مباشرة.

– العمر: يَرتفع احتمال حدوث متلازمة النفق الرسغي بين كبار السن.

– البدانة: تراكُم النسيج الشحمي في اليد يؤدّي إلى حدوث الخَدَر والنَمَل.

– الوراثة: قد يَكون نفق رسغ اليد لدى بعض الأشخاص ضيِّق بشكل طبيعي.

– قصور الغدة الدَرَقيّة: الذي يسبِّب حدوث وذمة وتورُّم يَضغط على العصب.

– الجنس: بحَسَب الإحصائيات، وجِد أنّ النساء أكثر عُرضة للإصابة مقارَنة بالرجال.

– السكّري: يؤدّي إلى تطوُّر أذيّات وعائية وعصبية منتشِرة في كامل الجسم، بما في ذلك مفصل الرسغ.

– التهاب المفاصل الروماتزمي: يسبِّب ألم المعصم، إضافة إلى التهاب الأغشية والأربطة المحيطة برسغ اليد.

– الحمل: تَحدث زيادة نِسبيّة بكمّية الماء في الجسم أثناء الحمل، وبالتالي يَخرج الفائض خارج الأوعية، ويَضغط على العصب المتوسِّط.

– الحركات المتكرِّرة: يَعتمد العمل على الحاسوب بشكل مطلَق على اليدين، لذلك يؤدّي استخدامه لفترات طويلة يومياً إلى تضرُّر أوتار العضلات، ممّا يَجعلها تَضغط تدريجياً على العصب المتوسِّط. بالإضافة إلى ذلك، تؤدّي وضعيات الكتابة السيّئة على لوحة المفاتيح إلى تأذّي مفصل اليد والتهاب الأربطة، وبالتالي تفاقُم أعراض المتلازمة.

رابعا- هل متلازمة النفق الرسغي خطيرة؟

في بداية الحالة، قد تَشعر بالتحسُّن عند تحريك يديك قليلاً. لكن عدم علاج متلازمة النفق الرسغي سيؤدّي حتماً إلى تفاقُم الأعراض، حيث قد تَصل في النهاية إلى خسارة وظيفة العصب، وبالتالي ضعف بعض العضلات، إضافة إلى فقدان الإحساس براحة اليد ومعظم الأصابع. لذلك، كلما كان التشخيص أَبكر، كان العلاج أَسهل، وكانت النتائج أَفضل.

خامسا- علاج متلازمة النفق الرسغي

يَعتمد علاج متلازمة النفق الرسغي على شِدّة الأعراض ومدى تفاقُم الحالة. لذلك، قد تَحتاج إلى ما يلي:

  1. تغيير نمط الحياة: إذا تَسبَّبت الحركة المتكرِّرة في ظهور الأعراض، فيَجب زيادة فترات الراحة، أو تقليل مدّة العمل على الحاسوب.
  2. التمارين: قد تَتحسّن الإصابة عند القيام بحركات التمدُّد أو التقوية بشكل متكرِّر. كما يمكِن أن تساعِد تمارين الانزلاق العصبي على تحرُّك العصب بشكل أَفضل داخل رسغ اليد.
  3. واقي المعصم: قد يَطلب منك الطبيب ارتداء جبيرة لمنع مفصل الرسغ من الحركة، وتقليل الضغط على العصب. كما يمكِن استخدامها في الليل لإراحة العصب المتوسِّط، والتخلُّص من الشعور بالتنميل أو الوَخْز.
  4. الأدوية: تحتاج الحالات الشديدة استخدام المسكِّنات لتقليل ألم المعصم، أو حقن الأدوية المضادّة للالتهاب داخل مفصل الرسغ للحَدّ من التورُّم.
  5. الجراحة: تستعمَل عند فشل جميع العلاجات السابقة، حيث يَخضع المريض لعملية تحرير النفق الرسغي، والتي يَتمّ فيها قطع الرباط المشكِّل لسقف النفق، ممّا يعطي أوتار العضلات مساحة أكبر للحركة دون أن تَضغط على العصب المتوسِّط.

سادسا- كيف تَتفادى حدوث هذه المتلازمة؟

التزِم بالنصائح التالية للوقاية من حدوث متلازمة النفق الرسغي:

– امنح نفسك بعض الراحة: استرِح من 10 إلى 15 دقيقة بعد كل ساعة عَمَل أمام الحاسوب.

– تجنَّب الاستناد على اليدين: يمكِن أيضا استخدام واقي المعصم لإبقاء الرسغين في وضع مُناسِب.

– أبقِ الرسغين بوضعية معتدِلة: تجنَّب ثني المعصم بالكامل لأعلى أو لأسفل، وذلك لتقليل الشدّ على العصب المتوسِّط.

صحِّح طريقة جلوسك: رغم أن من الطبيعي التركيز على حماية مفصل اليد، إلا أن طريقة استناد بقيّة الجسم يمكِن أن تُحدِث فرقاً أيضاً. فقد يَتسبّب الجلوس بوضعيات سيّئة في انحناء الكتفين للأمام، ممّا يؤدّي بدوره إلى تشنُّج عضلات العنق، وأذية أعصاب الرقبة، وتفاقُم مشاكل الرسغ.

– عدِّل بيئة العمل: حافِظ على استقامة الرسغين أثناء العمل على الحاسوب. ولضمان تحقيق ذلك، اضبط زاوية لوحة المفاتيح حتّى لا تضطّر إلى ثني مفصل اليد عند الكتابة. وأبقِ المرفقين مستندَين على جانبَيك بزاوية قائمة.

– قلِّل التوتُّر: في كثير من الأحيان، قد يَستخدم الشخص قوة أكبر ممّا يَحتاجه لإنجاز مهمّة معيَّنة. فعلى سبيل المثال، قد يمسِك الفأرة بإحكام شديد دون أن يَنتبه، أو قد يَضغط على لوحة المفاتيح بقوّة كبيرة في الوقت الذي تكفي فيه النقرات اللطيفة. لذلك، راقِب مدى توتُّر يديك أثناء اليوم، ومقدار الضغط الذي تمارِسه عليهما.

وفي الختام، فإن إدراكك أهمية الحفاظ على صحتك سيوفر عليك الكثير من المتاعب الصحية مستقبلا. كما أن وعيك بالمشكلات الصحية المرتبطة بطبيعة عملك المكتبي واتباعك النصائح البسيطة المذكورة كفيلٌ بتجنيبك الأذى الذي يمكن أن يلحق بيدك خلال عملك على الحاسوب.

المصادر

WebMD

Things You Can Do to Prevent Carpal Tunnel Syndrome


اترك تعليقاً