توطين الألعاب

توطين الألعاب: ازدهار متوقع مع ارتفاع عائدات ألعاب الفيديو في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا


يتوقع الخبراء زيادة مجموع الإيرادات لسوق ألعاب الفيديو في المملكة العربية السعودية ومصر والإمارات العربية المتحدة بمقدار الضعف تقريبا – من 1.76 مليار دولار في عام 2021 إلى 3.14 مليار دولار في عام 2025. سُرعان ما ظهر سوق الألعاب في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كمنطقة نمو رئيسية لصناعة ألعاب الفيديو العالمية. قد تكون هذه الأخبار جيدة للمحترفين العاملين في مجال توطين الألعاب في المنطقة.1

اقرأ أيضا: معلومات مفيدة حول التوطين في الترجمة

1) تقرير عن ألعاب الفيديو في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مفيد لموطّني الألعاب

نشرت شركة Niko Partners، وهي شركة باحثة ومحللة لأسواق ألعاب الفيديو والمستهلكين في آسيا، تقريرها الأول عن صناعة ألعاب الفيديو في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ويُركز التقرير بشكل أساسي على المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر لإعطاء لمحة عامة عن الأسواق الناطقة بالعربية. ومع ذلك، تتضمن الشركة أيضًا بيانات من دول أخرى ناطقة باللغة العربية في شمال أفريقيا وكذلك الأردن ودول الخليج. 

يتضمن التقرير تفاصيل عن الرياضات الإلكترونية وتوزيع المنتجات والمدفوعات والأحداث المالية واللوائح والتحليل النوعي والكمي لطلب لاعبي الفيديو والمصروفات والسلوك. ويحلّل سلوك اللاعب بناءً على استبانة شاملة ل 3000 لاعبٍ. كما يُغطي استخدامَ الهاتف المحمول والحاسوب الشخصي ووحدة التحكم والأجهزة والإكسسوارات. ويعرض بعض التفاصيل بما في ذلك عدد ساعات اللعب حسب موقع اللاعب، مما يعكس الاهتمام الشديد بالمجال. كما جرت تغطية الشركات التي تستثمر في صناعة ألعاب الفيديو في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في التقرير مثل ArabHardware وSTC واتصالات ومايكروسوفت.2

1-1) دعم حكومي لقطاع ألعاب الفيديو

تدعم الحكومات في المنطقة قطاع ألعاب الفيديو. أدخلت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة سياسات لتشجيع توطين الألعاب وتطوير الألعاب المحلية واستوديوهات ومكاتب جديدة لشركات الألعاب الدولية واستضافة بطولات الرياضات الإلكترونية الكبرى. ووفقًا للتقرير، بذلت حكومتا المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة جهودًا لتحفيز اقتصاد الألعاب من خلال تنفيذ سياسات تدعم توطين الألعاب وتطوير الألعاب المحلية.

ويشير التقرير إلى أن الدول المذكورة لديها عدد كبير من لاعبي ألعاب الفيديو بشكل خاص. هناك أكثر من 65 مليون لاعب في جميع أنحاء المنطقة. ويتوقع زيادة هذا العدد إلى 85.8 مليون في عام 2025. ويشير إلى أن هذا قد يرجع إلى حقيقة أن ما يقرب من نصف سكان المنطقة تقل أعمارهم عن 25 عامًا.

وفقًا للتقرير، تعد المملكة العربية السعودية مركز قوة الألعاب للدول الناطقة باللغة العربية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث تحقق الموازنةُ بين عدد السكان والقوة الشرائية العالية أعلى الإيرادات. وتُعد مصر سوقًا ناشئةً للألعاب مع مجتمع ألعاب نشط وتنافسي وأكبر سوق للاعبين مقارنة بالمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.

2) تحديات توطين الألعاب للغة العربية

يطرح التوطين للغة العربية مجموعة من التحديات التي قد لا تواجهها اللغات الأخرى. تشغل الحروف الهجائية العربية مساحة أكبر بحوالي 25٪ من تلك الموجودة في الأحرف اللاتينية. وهو ما يعني أن موطني ألعاب الفيديو للعربية ستكون لهم مساحة أقل لنص معين من أولئك الموطّنين للغات اللاتينية. لذلك، يجب على المترجمين أن يولوا اهتمامًا كبيرًا لطول أسطر الكتابة العربية مقارنة بالمصدر.

1-2) استخدام ألعاب الفيديو ومعرفة السياق مهمّان في توطين الألعاب

تضيف شركة Saudi Soft التي تقدم خدمات توطين الألعاب تحديات أخرى. لا يمكن لفريق الترجمة ببساطة تلقي الملفات للترجمة والبدء في ترجمة نص اللعبة، بل عليهم أن يلعبوا اللعبة بأنفسهم للتعرف على البيئة. ويُطلب من المرشحين في بعض توصيفات الوظائف المتعلقة بـموطني الألعاب أن يكونوا بالفعل من محبي ألعاب الفيديو. هذا يفسر مدى أهمية التعرف على ألعاب الفيديو من موقع المستخدم في ترجمة محتواها.

 السياق حاسم هنا. فكلما حصلت على تفاصيل أكثر عن السياق من مطور اللعبة لكل سطر منفرد، مثل تحديد المتحدث والمخاطَب وطريقة الحديث والمكان والزمان، كان عمل المترجمين أسهل. سيكون تحديد المدة الفعلية لكل سطر مفيدًا للغاية أيضًا.

2-2) التكييف الثقافي تحدٍّ آخر في توطين الألعاب

يعتبر التكييف الثقافي شيئًا حاسم آخر يجب التفكير فيه. يتراوح من الأمور البسيطة، مثل استبدال بعض الكلمات أو العبارات أو المصطلحات بأخرى مناسبة للمستخدم العربي، إلى أكثر الأمور تعقيدًا، مثل وجود شخصية لا تتناسب مع اللعبة على طول مراحلها مع المنظور الثقافي للمستخدم العربي.

يُعد التشكيل خطوة مهمة في مرحلة إعداد النص. هذا إلزامي للغة العربية حتى تتمكن من التأكد من أن الممثلين الصوتيين سينطقون النص بشكل صحيح، مع الأخذ في الاعتبار أن اللغة العربية بها العديد من الكلمات التي لها نفس التهجئة ولكن معانيها وطرق نطقها مختلفة. لهذا السبب توفر إضافة علامات التشكيل الكثير من الوقت وتضمن تعليقًا صوتيًا عالي الجودة.

ومن ثم، يتوقع التقرير أن نمو صناعة ألعاب الفيديو سيكون مدعومًا بزيادة الإنفاق لكل مستخدم ودعم حكومي إضافي للألعاب والرياضات الإلكترونية والمزيد من اللاعبين الذين يدخلون السوق. وهذا يؤكد فرص العمل الممكنة للمترجمين العرب في مجال توطين الألعاب.


اترك تعليقاً