ترجمة المصادر والمراجع

كيف تترجم المصادر والمراجع؟


قد يتساءل المترجم ما إذا كان عليه ترجمة المصادر والمراجع التي ترد داخل النص وفي الحواشي ونهاية الوثائق. وتختلف المصادر والمراجع ما بين الصحف والدوريات والكتب والتقارير والمواقع. ويوجد بعض الاختلاف بشأن ما يكتب منها باللغة الأصل وما يترجم إلى اللغة العربية داخل المتن وضمن قوائم الحواشي والمراجع. 

أولا- اختلاف طرق ترجمة المصادر والمراجع داخل النص

قد يُصدر أحيانا العميلُ تعليماته لتوجيه المترجم في كيفية التعامل مع ترجمة المصادر والمراجع. وهذا ما قد يفسر ترجمة بعض المؤسسات كل ما يَرد في المراجع والإحالات إلى اللغة العربية دون استثناء على غرار التقرير السنوي لصندوق النقد الدولي لعام 2019. ونجد وثائق أخرى تستثني بعض المراجع فقط من الترجمة دون غيرها.

وفي هذا الصدد، نشرت المنظمة العربية للترجمة على موقعها دليلا للمترجم والمراجِع تدعوهما فيه إلى الالتزام بالتقنية الكتابية المعتمدة في المنظمة. فمثلا، لا يحتاج مترجم أعمال المنظمة إلى ترجمة عناوين الكتب الأجنبية المذكورة في النص إلى اللغة العربية، بل يكتفي بإعادة نقلها كما وردت، إلا إذا كان عنوان الكتاب قد صدر باللغة العربية. وفي المقابل، أوردت منظمة الأمم المتحدة في دليل الترجمة والتحرير الصادر في عام 2004 أنه من الضروري ترجمة عناوين الكتب الواردة داخل النص إلى اللغة المصدر بين قوسين إلى جانب عنوان الكتاب باللغة الأجنبية. وبناءً عليه، ينبغي الالتزام بتعليمات العميل في حال ورودها نظرا للاختلاف الواضح بين مختلف الجهات.

وبما أن الهدف من الترجمة هو إيصال المعنى للقارئ، يختار عدد من المترجمين -في حال عدم ورود تعليمات من العميل- ترجمة كل ما يرد داخل النص من عناوين المراجع ووضع الأصل أحيانا بين قوسين أو الإشارة له في الهامش. وقد يكون أحد الحلول هو الرجوع إلى المنشورات السابقة للعميل إن وُجدت واعتماد الطريقة المتبعة في إصداراته السابقة.

وإضافةً إلى الاختلاف في طرق ترجمة المراجع والهوامش داخل المتن، فيما يلي طرق ترجمة المصادر والمراجع الواردة في الهوامش ونهاية الوثائق بناءً على عدد من المصادر المُشار إليها في نهاية المقال.

ثانيا- طرق ترجمة المراجع في الحواشي

1) المراجع العربية:

إذا وردت مراجع عربية الأصل، تُدرج كما هي باللغة العربية في قائمة الحواشي. مثال ذلك ما يلي:

محمد زكي شافعي، مقدمة في النقود والبنوك، (القاهرة: دار النهضة العربية 1969)، ص 180.

مجلة المصارف (بيروت-لبنان)، العدد رقم 150، السنة الحادية عشرة، كانون الأول/ديسمبر 1973. [1]

2) عناوين الكتب والمقالات الأجنبية:

عند ذكر عناوين مقالات أو كتب أجنبية في الحواشي، تُدرَج هذه العناوين باللغة الأجنبية فقط. مثال ذلك ما يلي:[1]

  Nicholas Hnery, Public Administration and Public Affairs, Prentice-Hall Inc., Englewood Cliffs, 1975,  p. 21

3) أسماء الصحف والدوريات الأجنبية:

مع أنه من المناسب تعريب أسماء الصحف والدوريات الأجنبية عندما يرد ذكرها في المتن، فنقول مثلا صحيفة النيويورك تايمز وصحيفة إلبايس، فإن هذه الأسماء تُذكر في الحواشي بلغاتها الأصلية. مثال:

.The New York Times, February 25, 1998, No. 51079, p.3

    [1]   .El Pais, February 24, 1998, , No. 7591, p. 6

4) تقارير المؤسسات والمنظمات:

عندما لا تتوفر نسخ التقارير أو المنشورات باللغة العربية، لا تُتَرجم العناوين وتُذكر باللغة الأجنبية فقط في الحواشي. مثال:

الأمم المتحدة، Monthly Bulletin of Statistics، حزيران/يونيه 1996، الجدول دال. [1]

وفي مثال آخر، لم يُترجَم مرجع أحد التقارير بأكمله في كتابٍ مترجم عن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب:[5]

 United Nations Children’s Fund, The State of the World’s Children 2002 (New York: UNICEF, 2002)

وأما عندما تَصدر ترجمة التقرير باللغة العربية، فيُكتب عنوان الترجمة الرسمية كما هو في المتن والحواشي. مثال ذلك ما يلي:

————————–

Report of the United Nations Conference on the Human Environment, Stockholm, 5–16 June 1972 (A/CONF.48/14/Rev.1), part one, chap. I

تقرير مؤتمر الأمم المتحدة المعني بالبيئة البشرية، ستوكهولم، 5-16 حزيران/يونيه 1972 (A/CONF.48/14/Rev.1)، الفرع الأول، الفصل الأول. [1]

————————

Report of the World Summit on Sustainable Development, Johannesburg, South Africa, 26 August–4 September 2002 (United Nations publication, Sales No. E.03.II.A.1 and corrigendum), chap. I, resolution 2, annex

 تقرير مؤتمر القمة العالمي للتنمية المستدامة، جوهانسبرغ، جنوب أفريقيا، 26 آب/أغسطس – 4 أيلول/سبتمبر 2002 (منشورات الأمم المتحدة، رقم المبيع A.03.II.A.1 والتصويب)، الفصل الأول، القرار 2، المرفق. [1]

————————-

October 2018 World Economic Outlook: Challenges to Steady Growth: https://www.imf.org/en/Publications/WEO/Issues/2018/09/24/world-economic-outlook-october-2018

عدد أكتوبر 2018 من تقرير آفاق الاقتصاد العالمي: التحديات أمام النمو المطرد: https://www.imf.org/en/Publications/WEO/Issues/2018/09/24/world-economic-outlook-october-2018    [2]

5) المواقع الإلكترونية:

إذا كان المرجع في الحواشي يحيل إلى رابط موقع إلكتروني، تُترجم المعلومات المرافقة للرابط الإلكتروني ويُنقل الرابط الإلكتروني كما هو. مثال:

 International Monetary Fund: https://www.imf.org/external/index.htm

صندوق النقد الدولي:  https://www.imf.org/external/index.htm [2]

6) اسم المؤلف وتاريخ الطبعة

عندما يرد اسم المؤلف وتاريخ الطبعة في الهامش، تختار مثلا سلسة عالم المعرفة ترجمتهما كما جاء في الترجمة العربية لكتاب “الهجرة: كيف تؤثر في عالمنا؟” الذي ألفه بول كوليير وترجمه مصطفى الناصر:

هايدت (2012) [4]

دوتسمان وآخرون (2003) [4]

وأما عندما يرد اسم المؤلف وتاريخ الطبعة في المتن، توصي المنظمة العربية للترجمة بعدم ترجمتها كما هو موضح في هذا المثال:

“إذا كان علم الجمال الإخباري يدرس على وجه الخصوص الصورة في تعريفاتها الإحصائية الأكثر شمولية، فله، مع ذلك، الفضل في صياغة مفاهيم الشكل ورسوخ البنية  بمصطلحات دقيقة جداً (Moles 1971: 147-148)”. [3]

7) قائمة المراجع أو اللائحة البيبليوغرافية

لا تُترجم عموما قائمة المراجع الموجودة في آخر الوثيقة أو الكتاب كما هو معتمد لدى المنظمة العربية للترجمة والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الذي يُصدر سلسلة عالم المعرفة حيث ترد مثلا قائمة المراجع الموجودة في آخر الكتاب دون ترجمة.

كلمة أخيرة

يبدو أنه لا توجد قاعدة معينة تُعتمد في كل ترجمات المراجع والمصادر، بل تعتمد على اجتهاد المترجم وتعليمات العميل في أحيان أخرى. ومع أن المتعارف عليه عدم ترجمة المصادر الأجنبية، يختار مترجمون إدراج ترجمة العنوان بين معقوفتين لإعطاء فكرة للقارئ عن فحوى الوثيقة.

اقرأ أيضا: كيف تترجم الأسماء إلى اللغة العربية؟

مصادر الأمثلة:

[1] دليل الترجمة والتحرير. (2004). الأمم المتحدة.

[2] التقرير السنوي لصندوق النقد الدولي 2019

[3] دليل المترجم والمراجع، المنظمة العربية للترجمة

[4] الهجرة: كيف تؤثر في عالمنا؟ (2016). المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.

[5] الطفولة في التاريخ العالمي (2015). المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.


اترك تعليقاً