ترجمة الأسماء

ترجمة الأسماء: كيف تترجم الأسماء إلى اللغة العربية؟


يجد المترجم في كثير من الأحيان أسماء الأشخاص والمنظمات والشركات والبرامج وغيرها في النصوص التي يُطلب منه ترجمتها. وقد لا يكون متأكدا من ضرورة ترجمة تلك الأسماء. ولكن يسهل عليه اتخاذ قراره عندما تتضح الغاية من الترجمة. فبما أن الترجمة هي نقل للمعنى، لا بد أن يحقق اختيار المترجم الغاية منها. ومع أن ترك مقطع غير مترجم في النص الأصلي قد يُصنف أحد أخطاء الترجمة، تعد ترجمة بعض الأسماء خطأ فادحا. ويعرض هذا المقال كيفية التعامل مع أسماء الأعلام والمنظمات والأسماء المختصرة خلال الترجمة.

1) ترجمة الأسماء: ترجمة أسماء الأعلام

لا تترجم أسماء العلم -أو أسماء الأشخاص- بل تُنقل صوتيا حسب نطقها في اللغة الأصل باعتماد النقحرة. ويصعب أحيانا نطق بعض الحروف أو تختلف طريقة نطقها من منطقة جغرافية إلى أخرى بسبب الخصائص الإملائية والصوتية لتلك اللغات. وتُكتب الحروف في تلك الأسماء حسب طريقة نطقها في اللغة المصدر. وللتأكد من طريقة نطق الاسم بصورة صحيحة، يمكن أن يعتمد المترجم على بعض المواقع المساعدة على ذلك مثل موقع How To Pronounce. ويمكن الاستعانة أيضا بموقع غوغل ترانسليت الذي يكفي فيه كتابة الاسم وتحديد اللغة ثم الضغط على صورة مكبر الصوت للاستماع لطريقة نطقها. فعلى سبيل المثال، يُنطق Pfifer فايفر وينطق اسم المدينة La Jolla لاهويا. ولكن قد يُنطق الاسم الواحد بطرق مختلفة حسب المنطقة الجغرافية لصاحبه. فعلى سبيل المثال، يُنطق حرف (J) في اللغة الألمانية ياءً وفي اللغة الإسبانية خاءً وأحيانا هاءً في الولايات المتحدة الأمريكية مثل نطقه في صحراء موهافي (Mojave Desert) في أمريكا الشمالية.

وأما أسماء الشخصيات التاريخية أو الدينية المُترجَمة إلى اللغة العربية والمعروفة بنسختها العربية، فلا بد من الحفاظ على نسختها العربية المُترجمة لأن محاولة نقحرتها كأي اسم علمٍ آخر سيجعلها غير معروفة للقارئ. فعلى سبيل المثال، تُترجم Mary وNoah وCaesar وAverroes بمريم ونوح وقيصر وابن رشد على التوالي.

ويحتاج المترجم لتحديد جنس اسم العلم -الشخص- سواء لتصريف الفعل أو تذكير الاسم وتأنيثه خلال الترجمة إلى اللغة العربية. ففي حال عدم تأكد المترجم من جنس الشخص المشار إليه في الجملة، قد يرتكب المترجم خطأ نحويا وبالتالي لا يستجب لمعيار الدقة المطلوبة ضمن مهارات المترجم. ويكفي أن يكتب المترجم الاسم في محرك بحث غوغل والضغط على “صُوَر” للتأكد من جنس اسم العلم وتصريف الجملة على النحو الصحيح. ولكن عندما لا تكون هذه الطريقة فعالة، يمكن أن يلجأ المترجم إلى موقع Namepedia. وعلى الرغم من وجود قواعد منهجية لكتابة الأسماء العربية بحروف لاتينية، فإن المجامع اللغوية العربية لم تحدد بعد كيفية كتابة الأسماء الأجنبية بالعربية1.

2) ترجمة الأسماء المختصرة

الاسم المختصر أو المختصر اللفظي هو اختزال العبارات أو العناوين المطولة أو المكونة من عدة كلمات. ويعدّ المختصر إحدى وسائل تكوين المصطلحات وتوليد الألفاظ. ويُعتمد الاختصار في كلّ اللّغات المكتوبة تجاوبا مع الزّخم المتكاثر من المصطلحات والعبارات المتعلّقة بالعلم والتكنولوجيا والتقنية والإعلام… ويتكوّن على سبيل الاختصار وتكوين كلمة جديدة اعتمادا على كلمات متعدّدة. ولا يخضع المختصر لقاعدة لغوية تضبطه. ويستعمل على مستوى الأفراد وعناوين الشركات والمؤسّسات والمنظّمات مثل اليونسكو (UNESCO) وأوبك (OPEC) وآبل (Apple). ولا تقتصر الأسماء المختصرة على المؤسسات، بل تشمل أيضا أسماء الأجهزة والسلع مثل الكتاب الإلكتروني (ebook) والحاسوب الشخصي (PC).

وعندما يواجه المترجم اسما مختصرا خلال الترجمة، ينبغي أولا البحث عن معناه لفهمه إن كان المترجم يجهله لترجمته ترجمة صحيحة. وعندما يحيل الاسم على جهة ما، يساعد البحث في المصادر العربية على إيجاد المقابل المعتمد في حال توفره. ويجري في بعض الحالات اختصار بعض الترجمات العربية. فعلى سبيل المثال، يُترجم ISBN (International Standart Bibliographic Number) بالترقيم الدولي الموحد للكتب، ويُختصر “تدمك/ردمك”.

وفي حالات أخرى، تُترجم بعض المختصرات الأجنبية إلى العربية بكلمات عربية دون اقتراض الاختصار مثل VIP الذي يُترجَم بمقابل “شخصية مهمة”. وتُترجم أيضا على سبيل المثال WC بدورة المياه، وN.B بملاحظة هامة. وأما الاختصارات التقنية مثل HTTP، فقد تفقد معناها بنقلها حرفيا (ه.ت.ت.ب)! وقد يختار المترجم هنا نقلها حرفيا كما هي بالأحرف اللاتينية2.

3) ترجمة الأسماء: ترجمة أسماء المنظمات

تتَرجم -كقاعدة عامة- أسماء المنظمات غير الحكومية، حسب موجز للمبادئ التوجيهية المتعلقة بترجمة أسماء المنظمات غير الحكومية. وتُعرّب أسماء المنظمات إذا كان لها مقابل رسمي أو مقابل راسخ. ويُترك الاسم بلغته الأصل إذا تعذر فهمه بعد بحث عميق ومكثف. ويُعرّب اسم المنظمة إذا كان عربيا في الأصل مثل المنظمة العربية لحقوق الإنسان (Arab Roganization for Human Rights). ويُترجم إلى العربية أيضا إذا كان له مقابل رسمي تورده في وثائقها باللغة العربية أو موقعها الرسمي مثل منظمة العفو الدولية (Amnesty International). وإذا كان اسم المنظمة مفهوما وقابلا للترجمة دون توفر مقابل رسمي له، يُترجم إلى العربية ويُذكر مرةً واحدةً بين قوسين بلغته الأصل تيسيرا للراغبين في التوسع في البحث عنها مثل الرابطة الأفريقية لعلم الوراثة (Africa Genetics Association) ومنظمة الإنقاذ من العنصرية (SOS-Racisme).

ولكن إذا كان اسم المنظمة بمنزلة اسم العلم مثل مؤسسة هيلين كيلر الدولية (Helen Keller International)، يكتب كما ينطق في اللغة الأصل مع إضافة كلمة تحدد هويتها سواء كانت مؤسسة أو منظمة أو رابطة. وإذا ورد الاسم قصيرا بلغة محلية غير مفهومة، ينقل بحروف عربية مثل منظمة تماينوت (Tamaynut) باللهجة الأمازيغية. ولا يترجَم اسم المنظمة أيضا إذا كان مختصرا وشائعا مثل منظمة أوكسفام (OXFAM). ولا يُترجم الاسم أيضا في الحالات التي يكون فيه الاسم طويلا بلغته الأصل وبلغة محلية غير مفهومة، وهو ما يجعل ترجمته متعذرة ونقله صوتيا غير مستساغٍ. وتهدف هذه الطريقة إلى تفادي اللبس وتجنيب القارئ صعوبة تهجّي الاسم الأجنبي إذا نُقل صوتيا بحروف عربية.

4) ترجمة أسماء الشركات والبرامج التجارية

لا تُترجم أسماء الشركات لأن اسم الشركة التجاري يكون خيار العميل الذي استغرق في وضعه وقتا وجهدا وربما مالا. ويكون اسم الشركة مقترنا بالمنتج الذي قد لا يتعرف عليه العميل عند تغييره بالترجمة. فعلى سبيل المثال، لا يمكن ترجمة آبل بشركة التفاحة أو فلاور بشركة الزهور. فهذا تغيير لهوية الشركة التجارية. ويمكن التواصل مع العميل لمعرفة ما إذا كان لديه اسم عربي معتمد.

وأما أسماء البرامج مثل مايكروسوفت وفوتوشوب، فهي لا تُترجم وتخضع أيضا للنقحرة لأنها اسم تجاري. ولكن هذا الأمر لا ينطبق على المفاهيم التي تحيل على المصطلحات التقنية على غرار مكونات الحاسوب مثل القرص الصلب (Hard Disk) وذاكرة الوصول العشوائي (RAM).

وفي الختام، فإن التمييز بين الأسماء التي تحتاج إلى الترجمة أو النقحرة أو النقل الحرفي بالأحرف اللاتينية مهم لتقديم ترجمة دقيقة تنقل المعنى. وبالتالي، يعكس اختيارُ المترجم الهدفَ من الترجمة سواء بترسيخ هوية الشركة أو نقل المعنى أو غير ذلك.

اقرأ أيضا: كلمات غير قابلة للترجمة من لغات العالم


اترك تعليقاً