أساليب الترجمة

أساليب الترجمة: تعريفها وأمثلة توضيحية


أساليب الترجمة هي أدوات لغوية يستخدمها المترجم عندما تواجهه عقبةٌ أثناء عملية الترجمة، بهدف نقل المعنى الدقيق الوارد في اللغة المصدر بالصيغة المناسبة في اللغة الهدف. وصُنفت أساليب الترجمة إلى صنفين: أساليب مباشرة وغير مباشرة. وتنقسم تلك الأساليب بدورها إلى مجموعتين من تقنيات الترجمة. 

وتلخص أساليب الترجمة الخطوات التي يقوم بها المترجم لتحويل النص من لغة إلى أخرى، حيث يتبع المترجم خطوات محددة على مستوى الجمل والوحدات اللغوية الأصغر. وتعتمد أساليب الترجمة المباشرة على نقل المصطلح بشكل حرفي وتضم ثلاث تقنيات هي: الاقتراض والنسخ والترجمة الحرفية. وتتكون أساليب الترجمة غير المباشرة من أربع تقنيات: الإبدال والتعديل والتكافؤ والتكييف، وتأخذ بعين الاعتبار اختلاف الخصائص اللغوية عند الانتقال من لغة إلى أخرى.

أولا- أساليب الترجمة المباشرة

1) الاقتراض (Borrowing/Emprunt)

الاقتراض هو عملية نقل كلمة أجنبية بشكل حرفي للحفاظ على الطابع المحلي لنص ما. لذلك، يستخدم المترجم هذه التقنية إذا لم يتوفر في اللغة الهدف ما يقابل مفهوما ما أو للحفاظ على التأثير نفسه. فعلى سبيل المثال، لا يوجد مقابل ثقافي للمصطلح الإسلامي “زكاة” في اللغة الإنجليزية. ولذلك، لا يُترجم إلى اللغة الإنجليزية ويُنقل صوتيا على نحو zakat.

اقرأ أيضا: تقنية الاقتراض في الترجمة: تعريفها وأهميتها مع الأمثلة

2) النسخ (calque)… من أساليب الترجمة المباشرة

يتمثل في استعارة اسم مركب وترجمة عناصره حرفياً، كما في حالة ترجمة تعبير “break a record” إلى “حطم الرقم القياسي”.

اقرأ أيضا: تقنية النسخ في الترجمة: تعريفها وأهميتها وأنواعها مع الأمثلة

3) الترجمة الحرفية (mot à mot/literal)… أحد أساليب الترجمة المباشرة

هي ترجم كلمة بكلمة عندما يكون هناك تواز بنيوي وخطابي بين اللغتين. وتتحقق بسهولة بين اللغات المشتقة من أصل مشترك مثل الفرنسية والإيطالية. وتُستخدم أيضا في الترجمة من الإنجليزية إلى العربية مثل ترجمة عبارة broaden his horizons إلى “يوسع آفاقه”. فهي لا تعني ترجمة كلمةٍ بكلمةٍ دون مراعاة القواعد اللغوية للغة الهدف. ولذلك ينبغي التمييز بين تقنية الترجمة الحرفية والترجمة الرديئة.

اقرأ أيضا: الترجمة الحرفية: إحدى تقنيات الترجمة السبع

ثانيا- أساليب الترجمة غير المباشرة

عندما تصبح الترجمة الحرفية غير مقبولة وتنقل معنى آخر أو تصبح بلا معنى أو مستحيلة بسبب الاختلاف في بنية اللغة، يَلزم المترجم استخدام أساليب الترجمة غير المباشرة الأربعة التالية:

1) الإبدال (transposition)

هو استبدال جزء من العبارات بجزء آخر دون التأثير على معنى النص الأصلي. ويُمكن تنفيذ ذلك عند تبديل فعل موجود في النص الأصلي بصفة محله في النص المترجم، أو تحويل اسم إلى فعل أو العكس. ويكون الإبدال في بعض الحالات ضروريا للتعبير عن المعنى بشكل صحيح في اللغة الهدف، في حين يكون اختياريا في حالات أخرى. فمثلا يمكن استبدال الفعل “died” بالاسم “وفاة” عند ترجمة جملة “After she died”، وبذلك نحصل على الترجمة التالية: “بعد وفاتها”.

اقرأ أيضا: تقنية الإبدال في الترجمة: تعريفها وأنواعها وأهميتها مع الأمثلة

2) التعديل (modulation)… من أساليب الترجمة غير المباشرة

 التعديل أو ما يُطلق عليه أيضا التطويع هو التغيير في شكل الخطاب، سواء كان جملة أو كلمة. وفي بعض الأحيان، يكون التعديل اختياريا عند تحويل النفي إلى إثبات، مثل ترجمة عبارة it’s not difficult to إلى “من السهل أن”. وفي أحيان أخرى، يكون التعديل إلزاميا عندما يصعب على المترجم نقل اللفظ بمقابله الحرفي لأن ذلك سيؤثر على المعنى. بالإضافة إلى ذلك، يتم التعديل عند تحويل صيغة جملة من المعلوم إلى صيغة المبني للمجهول لتلائم قواعد اللغة الهدف، مثل ترجمة “The lecture was delivered by the teacher” على النحو التالي: “ألقى الأستاذ المحاضرة”.

اقرأ أيضا: تقنية التعديل في الترجمة: تعريفها وأنواعها وأمثلة توضيحية

3) التكافؤ (Equivalence)

هو استخدام وسائل أسلوبية وتراكيب بنيوية مختلفة كل الاختلاف لنقل المعنى نفسه الذي يحتويه النص الأصلي، وذلك على غرار الأمثال والحكم والعبارات الخاصة بلغة وأمة محددة. على سبيل المثال، عبارة “leave no stone unturned” تحتاج إلى تغيير في بنية الجملة حتى تصبح “لم يترك بابا إلا طرقه”. وتعني هذه العبارة أن الشخص قد حاول كل الوسائل الممكنة لتحقيق هدف معين1

اقرأ أيضا: تقنية التكافؤ في الترجمة: تعريفها وأهميتها وأنواعها مع الأمثلة

4) التكييف (Adaptation) 

هو إجراءٌ يمكن توظيفه في حالة غياب السياق الموجود في النص الأصلي في الثقافة المنقول إليها، مما يستلزم إعادة ابتكار سياق جديد. وهو آخر ما ينبغي أن يلجأ إليه المترجم لكي تكون الترجمة مناسبة للثقافة المنقولة إليها. وقد يكون ذلك بتغيير بعض الكلمات بأخرى تكون أكثر قبولًا أو ملاءمةً للجمهور المستهدف. وتُستخدم تقنية التكييف عند وجود اختلافات ثقافية بين اللغة المصدر واللغة الهدف مثل ترجمة الإعلانات. فعلى سبيل المثال، يمكن ترجمة “dry cow” بعبارة “البقرة التي توقفت عن درّ الحليب”.

اقرأ أيضا: تقنية التكييف في الترجمة: أهميتها وأنواعها وأمثلة شارحة

وتُضاف إلى قائمة أساليب الترجمة غير المباشرة في بعض أنواع الترجمة مثل الترجمة الأدبية أسلوب الحذف والإضافة. ويُقصد بالحذف إسقاط معلومات واردة في النص الأصلي من الترجمة دون الإخلال بالمعنى. ويرجع ذلك إلى أسباب منها التكرار والإسهاب وعدم ملاءمة المقطع المحذوف الجمهور المستهدَف بالترجمة. وتُستخدم في كثير من الأحيان عند الترجمة من العربية إلى الإنجليزية. وأما الإضافة، فقد يضيف المترجم معلومات غير واردة في النص الأصلي للتوضيح وتفادي الإبهام الذي قد يرجع إلى الاختلاف الثقافي بين اللغة المصدر والهدف. وتكون الإضافة إما وسط النص أو في الحاشية.

كلمة أخيرة

وختاما، على الرغم من أهمية الإحاطة بأساليب الترجمة، إلا أنها لا تكفي لتقديم ترجمة مقبولة تستجيب للمعايير المطلوبة، بل لا بد من تحلّي المترجم بمهارات أخرى بما فيها الاطلاع الموسوعي وإجادة طرق البحث للوصول إلى مصادر المعلومات. ويمكنه تطوير تلك المهارات باتباع مجموعة من الممارسات المساعدة على ذلك.


اترك تعليقاً