زيادة الإنتاجية في الترجمة

كيف يمكن للمترجمين زيادة الإنتاجية في الترجمة؟


    لا ينبغي أن يعني العمل بوتيرة أسرع إنجاز ترجمات منخفضة الجودة. ويمكنك زيادة الإنتاجية في الترجمة دون التأثير على الجودة، مما يؤثر في الوقت نفسه تأثيرا إيجابيا على عملك وعلاقاتك مع عملائك.

     قد يكون إطلاق العنان لإنتاجية الترجمة تحدياً، خاصة إذا كنت تعمل مع العديد من العملاء في الوقت نفسه وتتعامل مع موضوعات مختلفة في مجالات مختلفة. ومع ذلك، يمكنك تحسين روتين العمل وسير عملك من خلال بعض النصائح البسيطة المتعلقة بالإنتاج.

    إليك كيفية زيادة الإنتاجية في الترجمة دون إرهاق نفسك.

طرق زيادة الإنتاجية في الترجمة

1) زيادة إنتاجية الترجمة باستخدام أدوات الترجمة بمساعدة الحاسوب

    يزيد استخدام برنامج الترجمة بمساعدة الحاسوب في عملك إنتاجيتك بشكل كبير. فقد كشفت تجربة أجراها أحد المستقلين أن أدوات الترجمة بمساعدة الحاسوب يمكن أن تزيد الإنتاجية في الترجمة بمعدل يتراوح ما بين 1.6و4.4 مرات، اعتماداً على نوع البرنامج المستخدم.

     بالطبع، تختلف صعوبة الترجمة باختلاف المجال واللغتين المستخدمتين. ومع ذلك، ليس هناك شك في أن الحصول على مساعدة إضافية يمكن أن يقلل بشكل ملحوظ من عدد الساعات التي تخصصها لكل مشروع. وعندما تعمل مع العديد من العملاء في مشاريع مختلفة، يمكن أن يساعدك استخدام البرامج على التعامل مع المزيد من الترجمات في آن واحد، دون التضحية بجودة عملك.

اقرأ أيضا: كيف تتحقق من جودة الترجمة قبل تسليمها؟

     تتيح لك أدوات الترجمة بمساعدة الحاسوب ضمان الاتساق عند ترجمة المحتوى لكل عميل. ويمكنك بسهولة تتبع أسماء المنتجات والمصطلحات والمختصرات التي تحتاج إلى استخدامها في ترجمتك .

     والأفضل من ذلك، يمكنك بناء ذاكرة ترجمة  (TM) حيث يمكنك الحفاظ على مقاطع كاملة لاستخدامها في الترجمات المستقبلية. وهذا مفيد بشكل خاص في الترجمات التقنية ذات المصطلحات المعقدة. بهذه الطريقة، تقلل ساعات العمل وتوفر نفس الجودة لجميع مشاريعك.

    في كل مرة يكون لديك محتوى جديد لترجمته، تستخدم البرمجيات البيانات لاقتراح ترجمات مماثلة قمت بها وتحديد الكلمات التي تحتاج إلى الترجمة. بهذه الطريقة، ليس عليك العودة إلى الترجمات القديمة للبحث عن المصطلح الدقيق لاستخدامه في كل سياق. وبذلك، توفر الوقت والطاقة التي يمكنك تكريسها للجانب الإبداعي من مشروع الترجمة.

اقرأ أيضا: تعرّف على مميزات أدوات الترجمة بمساعدة الحاسوب

2) إدارة الوقت

     إن امتلاك مهارات إدارة الوقت أمر لا بد منه للمترجمين لأنهم يتسابقون دائمًا مع الزمن لتنفيذ المشاريع في المواعيد النهائية. فيما يلي بعض النصائح لمساعدتك في إدارة وقتك:

– استخدم التقويمات والتذكيرات: قد لا تكون محاولة تذكر كل شيء طريقة مثمرة. لهذا السبب، يجب عليك استخدام التقويم أو المواد الشبيهة بجدول الأعمال لتذكر المهام أو التواريخ أو الاجتماعات المهمة.

– إنهاء المشاريع الكبيرة خطوة بخطوة: يرتبط استكمال المشاريع الكبيرة بإدارة وقتك. يمكنك تحقيق النجاح من خلال تقسيم المشروع إلى أجزاء والعمل عليها واحدًا تلو الآخر.

اقرأ أيضا: 7 نصائح تساعد المترجم على تنظيم الوقت

3) العمل في دورات وممارسة المزيد من الرياضة

     من المغري العمل في مشروع طوال الوقت حتى ينتهي أو حتى يحين وقت تناول الغداء. ومع ذلك، اكتشف العلماء في جامعة ولاية فلوريدا أن العمل في فترات زمنية مدتها 90 دقيقة، تتخللها فترات الراحة، يحقق أفضل مستويات الإنتاجية لدينا. وتعتمد فترة 90 دقيقة على دورات نومنا: يمر الناس عادة بالنوم الخفيف والنوم العميق ونوم حركة العين السريعة في 90 دقيقة. وفقًا للعلماء، تستمر هذه الدورات أثناء استيقاظنا، لذلك من الأفضل أن نستمع إلى ما تمليه علينا أجسادنا.

   بالنسبة لأولئك المدمنين على العمل بيننا، فإن ممارسة الرياضة ليست سوى مضيعة للوقت تمنعنا من إنهاء مهمة ضمن إطار زمني محدد. ولكن ممارسة الرياضة تعزز صحتنا المعرفية، مما يجعلنا أكثر قدرة على التفكير والترجمة. مع أن ممارسة الرياضة لا تبدو جذابة للكثيرين منا، يقال إن فوائد الإنتاجية فورية إلى حد ما وتستمر لساعات. الخبر السار أيضًا هو أنه لا داعي لبذل جهد كبير. فقد يكفي المشي أو الجري لمدة 15 دقيقة أو ركوب الدراجات في لحظات معينة، على الرغم من أنه سيكون من الأفضل القيام بهذه التمارين بعد اجتماع مهم وليس قبله. لذلك، حاول جدولة استراحة للتمرين بعد دورة عمل مدتها 90 دقيقة وشاهد النتائج.

اقرأ أيضا: كيف تواجه مخاطر الجلوس لفترات طويلة؟ مشاكل صحية مقلقة وحلول وقائية ممكنة

4) لا تقم بمهام متعددة

       يستلزم تحسين الإنتاجية ذهنا صافياً ومرتاحاً وصحة بدنية ووقتاً للتخطيط لإنجاز المشاريع. إذا كنت متعدد المهام، سيتعين عليك باستمرار القيام بالعديد من الأشياء في وقت واحد؛ وهذا يعني أنك نادرًا ما تقوم بعملك بفعالية أو كفاءة.

     من الضروري أيضًا إنهاء المهام دائمًا حتى النهاية. إذا بدأت الكثير من الأشياء في نفس الوقت، فستستنزف طاقتك في نهاية اليوم. ونتيجةً لذلك، لن تتمكن من إنهاء أي مهمة على الإطلاق. ويمكن وضع ما هو غير مهم في قائمة مهامك بحيث يمكن حذفه من الجدول اليومي  أو تأجيله بالكامل إذا لزم الأمر.

    هناك العديد من الطرق التي يمكنك من خلالها أن تكون أكثر إنتاجية. ومع ذلك، غالبًا ما تقدم النصائح دفعة تحفيزية قصيرة المدى فقط. بدلاً من ذلك، تأكد من تغيير عاداتك وتنظيم حياتك اليومية. وهكذا، يمكنك أن تكون أكثر إنتاجية دون الاضطرار إلى محاربة نفسك باستمرار.

5) تقسيم المهام الكبيرة إلى مراحل 

   الترجمة هي إعادة الكتابة بلغة مختلفة مع الحفاظ على المعنى الدقيق للمحتوى. وتتطلب مزيجًا من القدرات المتعددة، منها الإبداع الذي يعادل في أهميته مهاراتك التقنية واللغوية.

   يمكن أن تكون المشاريع الكبيرة قاتلة للتحفيز. فقد يسحقك وجود الكثير من العمل أمامك ويمنعك من التركيز على أدائك. ووفقًا للدراسات، يمكن أن يؤدي العمل تحت الضغط إلى القضاء على الإبداع، مما يجعلك أقل إنتاجية وأكثر عرضة لارتكاب أخطاء في الترجمة. لهذا السبب، تحتاج إلى تهيئة بيئة عمل مريحة، حيث يكون الوقت في صفك.

   من خلال تقسيم المهام الكبيرة إلى مراحل رئيسية، يمكنك الحفاظ على سير عمل متسق في روتينك. وفي كل مرة تصل فيها إلى مرحلة جديدة، يمكنك استعادة حماسك وحافزك. يمكن أن يؤدي العمل بأهداف قابلة للتحقيق تعكس قدراتك إلى زيادة إنتاجيتك بنسبة تصل إلى 15 بالمائة.

     علاوة على ذلك، يجب أن تكافئ نفسك دائمًا بعد كل مهمة كبيرة، كجزء من استراتيجيتك لزيادة الإنتاجية في الترجمة. استرخ، وخذ بعض الوقت بعيدًا عن مهام العمل، واسمح لعقلك بالتحرر من التنقل ذهابًا وإيابًا بين لغتين مختلفتين. ستعيد شحن بطارياتك وتعمل بشكل أفضل في مشاريعك التالية.

اقرأ أيضا: لهذه الأسباب تعتبر العطلة مهمة جدا لصحتك

   لكن يظل في النهاية أهم شيء هو الاستمتاع بعملك. لذلك، مع أن تحقيق الإنتاجية رائع ومهم للغاية، لا تدعها تدمر المتعة في عملك. سيقدّر العملاء ترجمة جيدة أكثر من ترجمة سريعة مليئة بالأخطاء.

المصادر


اترك تعليقاً