مع مرور الوقت، قد يَجد بعض المستقِلّين صعوبة في أداء المهام الاعتيادية، وقد يصبِح نمط حياة المترجِم عبئًا عليه، سواء بسبب ضغط العمل، أو نتيجة قيامه بسلوكيات يومية تؤثِّر سلباً على إنتاجيته. لكن يمكِن دائماً تصحيح ذلك عبر اتّباع العادات الصحية التالية التي تحسِّن الإنتاجية كَمّاً ونوعاً.
1. الحصول على نوم كافٍ من العادات الصحية السليمة
يَنام 40% من الناس في المتوسِّط في الولايات المتحدة لفترات أقَلّ من الموصى بها. ولكن هذا الأمر لا يَضر بالصحة فحسب، بل يؤثِّر سلباً أيضا على الإنتاجية. فالفرد يحَتاج إلى متّسَع من الوقت للراحة حتى يَتمكّن لاحقاً من وضع كامل جهده في أي عمل يقوم به.
على سبيل المثال، فإن نوم المستقِلّ لمُدّة تقِلّ عن 6 ساعات ليلاً أو ضبط المنبِّه عِدّة مرات والاستيقاظ بمرحلة النوم التي تَترافق مع حركات العين السريعة يؤدّي إلى إرباك الجسم وعدم حصوله على الراحة المطلوبة. وهذا ما يسبِّب استنزاف الطاقة المتبقّية نهاراً، وتراجُع القدرة الإنتاجية.
2. تناوُل وجبات صحية
يُعد نمطُ التغذية السيء إحدى العادات الصحية الخاطئة التي تَجعل العديد من الأشخاص يَشعرون بتراجُع إنتاجيتهم أثناء العمل. فعلى سبيل المثال، تؤدّي الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الكربوهيدرات والدهون إلى الشعور بالتعب والنعاس وقِلّة التركيز. وهو ما يَجعلها تعطِّل أداء المترجِم ليوم كامل.
ولذلك، يَحتاج المستقِلّ إلى تناوُل وجبات صحية تحتوي على الخضار، والفواكه الطازجة، والمكسَّرات، ومصادر البروتين. ويؤمِّن هذا النوع من العادات الصحية اليومية العناصرَ الغذائية الضرورية للجسم. وبالتالي، يحافِظ على مستوى عالٍ من التركيز، ويَسمح باتّخاذ قرارات أفضل.
3. أخْذ فترات راحة منتظَمة
الإنتاجية ليست حالة ثابتة بقدر ما هي عِبارة عن ارتفاعات وانخفاضات في الأداء. لكن للحفاظ على نوعية عمل جيّدة بشكل عام، لا بد من أن يصبِح أخْذ فترات راحة منتظَمة بمثابة إحدى العادات الصحية اليومية لأن جسم الإنسان يظهِر بعض العلامات عندما يَحتاج إلى استراحة. فعلى سبيل المثال، تَتراجع قدرة المترجِم على التركيز بعد العمل لعدة ساعات متواصِلة. كما يمكِن أن يَبدأ بالتثاؤب أو الشعور بالقلق.
وتَشمل فترات الراحة النهوض عن كرسي المكتب لشرب كوب من الماء، أو المشي مسافة قصيرة خارج المنزل لتصفية الذهن. كما تعَدّ تمارين التمدُّد وسيلة رائعة لتجديد النشاط وتقليل التوتُّر. وإضافةً إلى ذلك، فإنها تخفِّف الضرر الناتج عن الجلوس لفترات طويلة كونها تحسِّن تدفُّق الدم وتزيد المرونة.
4. الاحتفال بالإنجازات الصغيرة إحدى أهم طرق تحسين الإنتاجية
كل عمل يَقوم به المترجِم مهما كان صغيراً هو خطوة إضافية في سبيل تحسين الخبرة وتوسيع قاعدة العملاء. لذلك يعَدّ الاحتفال بهذه الإنجازات البسيطة إحدى العادات الصحية اليومية لتحفيز الذات. ولا بأس بالحصول على مكافأة صغيرة أيضاً مقابل الجهد المبذول، مثل الخروج في نزهة قصيرة.
5. فصل العمل عن الحياة الشخصية من العادات الصحية السليمة
يشكل تداخل الحياة الشخصية مع العمل إحدى أبرز المشكلات في حياة المستقلين لأنهم يعملون عادةً في المنزل. لذلك، يفضَّل دائماً تخصيص غرفة أو زاوية معيَّنة في المنزل للعمل تَتوفّر فيها جميع الأدوات الضرورية. كما يعَدّ تحديد ساعات العمل من العادات الصحية الضرورية لتحسين الكفاءة الإنتاجية.
6. إبقاء العينين على الهدف
يُعدّ تحديد هدف كبير ومحفّز إحدى العادات الصحية لزيادة الإنتاجية. فعلى الرغم من أن المستقِلّ مشغولٌ دائماً بإنهاء العمل وفق موعد محدَّد، إلا أن هذا الأمر يجب ألّا يُفقِده هدفه الأساسي. وقد يَكون هذا الهدفُ تطويرَ نوعية العمل أو توسيعَ المجال أو الحصول على عمل دائم أو تحقيق الاستقرار المالي. لذلك يمكِن كتابة الهدف النهائي ووضعه في مكان واضح من الغرفة حتّى تَستطيع رؤيته وتحفيز نفسك باستمرار.
7. أهم العادات الصحية: تعلَّم كيف تقول “لا”
غالباً ما يَكون من الصعب قول “لا”. فَمَع ظهور فرص ومشاريع جديدة طوال الوقت، من السهل أن تَقول “نعم” لكل شيء. لكن يمكِن أن تَستنزف الكثير من هذه الالتزامات الطاقةَ دون أن تحقِّق فائدة كبيرة. فعلى سبيل المثال، يعرَض على المستقِلِّين في كثيرٍ من الأحيان إنجاز مشاريع ضخمة مقابل مدخول مادي لا يَتوافق مع الجهد المبذول ولا مع الفائدة المَرجوّة.
لذلك، فإن إحدى العادات الصحية هي تعلُّم قول “لا” بهدف التركيز على القيام بالأشياء الصحيحة بدلاً من الانشغال بالمزيد من الأمور غير الضرورية. وهذا ما يَسمح لك بقضاء وقتك الثمين في إنجاز مشاريع أكثر أهمية.
8. الحفاظ على مساحات العمل خاليةً من الفوضى
تعَدّ مساحة عمل الفرد انعكاساً لحالته العقلية. لذلك، من السهل أن يَشعر المترجِم بالإرهاق، والتشوُّش، وفقدان التركيز عندما يمتلئ المكتب بأكوام المستندات، والأطعمة، والعناصر العشوائية. في المقابل، يحافِظ الأشخاص الذين يَعملون في بيئة منظَّمة على مستوى إنتاجية أعلى من أولئك الذين لديهم مساحات عمل مكدسةوغير مرتبة.
وبالإضافة إلى ذلك، يمكِن لبيئة العمل المنظَّمة تقليل مستويات التوتُّر، وزيادة التركيز، وتسهيل الوصول إلى المعلومات الهامّة. ولهذا السبب، يعَدّ الحفاظ على ترتيب المكتب من أهم العادات الصحية لتحسين الكفاءة الإنتاجية. ويكون ذلك عبر إبقاء المستقِلّ قرب الحاسوب أوراق الملاحظات والأدوات الضرورية فقط ضمن مساحة العمل. وينبغي الاستغناء عن أي أغراض غير مهمة تَقع ضمن مجال الرؤية.
كلمة أخيرة
تُعد جميع العادات الصحية السابقة بمثابة صمام أمان يحافِظ على نوعية العمل ويَضمن تحسين الكفاءة الإنتاجية دون أن يؤثِّر على حياة المستقِلّ الشخصية أو صحته الجسدية والنفسية. ولذلك، من الضروري الالتزام بها دائماً وجعلها جزءاً من أسلوب العمل بهدف تقليل الجهد وتحقيق المزيد من المَكاسب على المدى البعيد.
المصادر
مصدر الصورة: unsplash