تقنيات الترجمة

إليك تقنيات الترجمة السبع مع الأمثلة


تطرقت العديد من النظريات إلى تقنيات الترجمة التي يستخدمها المترجم من أجل حل مشكلة ترجمية تواجهه. وعلى خلاف منهجية الترجمة التي تحلّلُ نظريًّا الطرقَ والمراحلَ المتبعة في ترجمة نص بأكمله، فإن تقنيات الترجمة تُستخدم على مستوى الجمل والوحدات اللغوية الأصغر.

ويتعمق  متعلّم الترجمة في تقنيات الترجمة السبع في المرحلة الثانية من مراحل تدريس الترجمة بحيث ينتقل من مرحلة تمييزه بين اختلاف المصطلحات الأجنبية عن نظيرتها العربية إلى مستوى اللفظ. ويشمل هذا التمييز في المرحلة الأولى التعرّف على الجذر ودلالات ما يلحقه من سوابق ولواحق ودلالات الأوزان العربية وما يناسب منها تلك السوابق واللواحق. ويستدعي استخدام تقنيات الترجمة في المرحلة الثانية وعيا بخصائص اللغتين.

تقنيات الترجمة السبع

تلخص تقنياتُ الترجمة الخطوات التي يتبعها المترجم على مستوى الجمل والوحدات اللغوية الأصغر أثناء عملية نقل النص إلى لغة أخرى. وهكذا ينخرط المترجم في عمليتين هما: الترجمة المباشرة والترجمة غير المباشرة. وتضم الترجمة المباشرة التي تحيل على نقل المصطلح نقلا حرفيا مباشرا ثلاث تقنيات، وهي الاقتراض والنسخ والترجمة الحرفية. وتتكون الترجمة غير المباشرة من أربع تقنيات: الإبدال والتعديل والتكافؤ والتكييف. وتراعي هذه التقنيات السمات الخاصة باللغتين.

1) الاقتراض (Borrowing/Emprunt ) من تقنيات الترجمة

الاقتراض هو نقل لفظ أجنبي كما هو بغرض الحفاظ على الطابع المحلي لنص ما. فمثلا يلجأ المترجم إلى هذه التقنية في حال عدم وجود مقابل في اللغة الهدف لمفهومٍ مجهولٍ أو تقنيةٍ جديدةٍ أو للحفاظ على التأثير ذاته. فعلى سبيل المثال، لا تحتوي اللغة الإنجليزية على مقابل ثقافي للمصطلح الإسلامي الزكاة. ولذلك فإنه لا يترجم إلى الإنجليزية ويُنقل كما هو zakat.

اقرأ أيضا: تقنية الاقتراض في الترجمة: تعريفها وأهميتها مع الأمثلة

2) النسخ (calque)

هو اقتراض من نوع خاص حيث نقترض اسما مركبا ونترجم عناصره حرفيا مثل ترجمة “حطّم الرقم القياسي” للعبارة الأصلية break a record.

اقرأ أيضا: تقنية النسخ في الترجمة: تعريفها وأهميتها وأنواعها مع الأمثلة

3) الترجمة الحرفية (mot à mot/literal ) إحدى تقنيات الترجمة

هي ترجم كلمة بكلمة عندما يكون هناك تواز بنيوي وخطابي بين اللغتين. وتتحقق بسهولة بين اللغات التي تنتمي لنفس العائلة والثقافة مثل الفرنسية والإيطالية. وتُستخدم أيضا في الترجمة من الإنجليزية إلى العربية على غرار broaden his horizons التي تصبح “يوسع آفاقه”. فهي لا تعني ترجمة كلمةٍ بكلمةٍ دون مراعاة القواعد اللغوية للغة الهدف. ولذلك ينبغي التمييز بين تقنية الترجمة الحرفية -إحدى تقنيات الترجمة السبع- والترجمة الرديئة.

اقرأ أيضا: الترجمة الحرفية: إحدى تقنيات الترجمة السبع

ولكن عندما تصبح الترجمة الحرفية غير مقبولة وتؤدي معنى آخر أو تصبح بدون معنى أو مستحيلة بسبب الفرق في البنية اللغوية، يصبح المترجم مجبرا على اللجوء إلى تقنيات الترجمة غير المباشرة الأربع التالية:

4) الإبدال (transposition)

هو تعويض قسم من أقسام الكلم بآخر أو الفئة النحوية للكلمة بأخرى دون تغيير في معنى الخطاب. ويتم ذلك مثلا عند تعويض فعل في النص الأصلي بصفة في النص المترجم، أو تغيير اسم بفعل أو العكس. وقد يكون الإبدال إلزاميا لنقل المعنى بأسلوب مقبول في اللغة المنقول إليها أو اختياريا. فعلى سبيل المثال، استُبدل فعل died في After she died بالاسم “وفاة” عند ترجمتها كالآتي: بعد وفاتها.

اقرأ أيضا: تقنية الإبدال في الترجمة: تعريفها وأنواعها وأهميتها مع الأمثلة

5) التعديل (modulation)

التعديل أو ما يُطلق عليه أيضا التطويع هو تغيير في طريقة صياغة الخطاب سواء كان جملة أو كلمة. وقد يكون التعديل أيضا اختيارا عند تعديل النفي بالإثبات مثلا (من السهل…it’s not difficult to) أو إلزاميا عندما لا يمكن للمترجم أن ينقل لفظا بما يقابله حرفيا لأنه سيؤثر على المعنى. وإضافةً إلى ذلك، يكون التعديل عند تغيير صيغة المعلوم إلى صيغة المجهول نظرا إلى طبيعة اللغة مثل ترجمة The lecture was delivered by the teacher بصيغة المعلوم التالية: ألقى الأستاذ المحاضرة.

اقرأ أيضا: تقنية التعديل في الترجمة: تعريفها وأنواعها وأمثلة توضيحية

6) التكافؤ (équivalence/Equivalence )

هي الحالة التي يعتمد فيها النص الأصلي والمترجم وسائل أسلوبية وبنيوية مختلفة تماما لنقل نفس المعنى على غرار الأمثال والحكم والعبارات الخاصة بلغة وأمة معينة. فعلى سبيل المثال، تحتاج عبارة leave no stone unturned إلى تغيير بنية الجملة تماما لتصبح “لم يترك بابا إلا طرقه”. فهذه العبارة تحيل على شخص جرب كل السبل الممكنة لتحقيق هدف معين1.

اقرأ أيضا: تقنية التكافؤ في الترجمة: تعريفها وأهميتها وأنواعها مع الأمثلة

7) التكييف (Adaptation)

هي الحد الأقصى للترجمة ويحدث عند تكييف الترجمة لتلائم الثقافة المنقول إليها من خلال مثلا تغيير كلمات بأخرى أكثر قبولا أو ملاءمة عند الجمهور المستهدف. وتُعتمد أيضا عند وجود اختلافات ثقافية بين اللغة المصدر واللغة الهدف مثل ترجمة الإعلانات. فعلى سبيل المثال، يمكن ترجمة dry cow بالبقرة التي توقفت عن درّ الحليب.

اقرأ أيضا: تقنية التكييف في الترجمة: أهميتها وأنواعها وأمثلة شارحة

وتُضاف إلى قائمة تقنيات الترجمة غير المباشرة في بعض أنواع الترجمة مثل الترجمة الأدبية تقنية الحذف والإضافة. ويُقصد بالحذف إسقاط معلومات واردة في النص الأصلي من الترجمة دون الإخلال بالمعنى. ويرجع ذلك إلى أسباب منها التكرار والإسهاب وعدم ملاءمة المقطع المحذوف الجمهور المستهدَف بالترجمة. وتُستخدم في كثير من الأحيان عند الترجمة من العربية إلى الإنجليزية. وأما الإضافة، فقد يضيف المترجم معلومات غير واردة في النص الأصلي للتوضيح وتفادي الإبهام الذي قد يرجع إلى الاختلاف الثقافي بين اللغة المصدر والهدف. وتكون الإضافة إما وسط النص أو في الحاشية.

كلمة أخيرة

وختاما، تنمي هذه التقنيات وغيرها الواردة في عدد من نظريات الترجمة قدرات الفهم والتحليل والتركيب لدى متعلم الترجمة. ولا تكفي الإحاطة بتقنيات الترجمة لإعداد مترجم بارع، بل لا بد من تحلّيه بمهارات أخرى بما فيها الاطلاع الموسوعي وإجادة طرق البحث للوصول إلى مصادر المعلومات. ويمكنه تطوير تلك المهارات باتباع مجموعة من الممارسات المساعدة على ذلك.


اترك تعليقاً