قد يصعب الوصول إلى أول عميل في مجال الترجمة، ولاسيما حينما تكون السيرة الذاتية خالية من أي خبرات. ويكون إيجاد العملاء لدى المتخرجين الجدد أصعب من الأشخاص الذين لديهم تجربة سابقة. وقبل البحث عن العملاء في الترجمة، لا بد من معرفة أنواعهم. وهو ما سيسهل عليك تحديد طرق البحث بغية الوصول إلى العملاء المحتملين.
أولا- أنواع العملاء
يوجد نوعان من العملاء الذين يتعامل معهم المترجم المستقل: العملاء المباشرون والعملاء غير المباشرين.
1) العميل المباشر
هو العميل الذي تتعامل معه مباشرة دون وجود وسيط بينكما. وعندما تتعامل مع العميل المباشر، فإنه يأخذ ترجماتك ليستخدمها بنفسه ويعطيك سعرها كاملا دون تدخل أي وسيط. وتكون في الغالب المسؤولَ عن عملية الترجمة بأكملها بما فيها المراجعة والتصحيح. ولكن قد يتكلف العميل المباشر في أحيان أخرى بالمراجعة النهائية عندما يكون لديه موظف يجيد لغة الترجمة أو قسم خاص بالترجمة مثل المنظمات الدولية.
2) العميل غير المباشر
وأما العملاء غير المباشرين، فيعملون كوسيط بينك وبين العميل المباشر مثل شركات الترجمة التي تعطيك جزءا من مبلغ الترجمة الذي تستلمه من العميل المباشر لأنها تتكلف بالمهام الأخرى مثل إيجاد العميل والتعاقد معه والمراجعة والنشر المكتبي.
ثانيا- طرق الوصول إلى العملاء في مجال الترجمة
يعرض هذا المقال 6 نصائح تساعد على الوصول إلى العملاء، ولاسيما جذب أول عميل في مجال الترجمة.
1) أخبر أصدقاءك ومعارفك أنك بدأت العمل في مجال الترجمة
تواصل مع أصدقائك وأفراد أسرتك ومعارفك وأخبرهم عن بدئك العمل في مجال الترجمة. وأخبرهم أنك في طور البحث عن عملاء لتقديم خدماتك اللغوية. واطلب منهم أن يحيلوك على معارفهم المهتمين بمجال تخصصك والذين قد يحتاجون إلى خدماتك. فقد يلتقي أحد معارفك بشخص يحتاج إلى خدمة الترجمة. وحينها ستكون أول شخص يخطر على باله لأنك أخبرته عن بدئك العمل في مجال الترجمة.
اقرأ أيضا: كيف أبحث عن عمل في مجال اللغات؟
وإذا كان أحد أصدقائك يعمل في مؤسسة بدوام كامل، أخبره أن يتواصل معك في حال احتاجت شركته إلى خدمات الترجمة. فأحيانا، تفضل بعض الجهات التواصل مباشرة مع المترجم انطلاقا من توصيات داخلية لاختصار الوقت وتفادي الكم الهائل من الطلبات الذي سيلي نشرها الإعلان على شبكة الإنترنت. وتعد هذه الطريقة مجديةً من أجل الوصول إلى العملاء في مجال الترجمة في محيطك المقرّب والمحلي.
2) أظهر نفسك للعالم
لا بد أن يعرف العملاء المحتملون أنك أصلا موجودٌ لكي يتواصلوا معك. ولذلك، ينبغي أن تعرّف الناس بنفسك ومهاراتك من خلال حضورك على شبكة الإنترنت بهدف الوصول إلى العملاء في مجال الترجمة من مختلف البلدان. وأول خطوة يجب أن تقوم بها هي فتح حسابك على مواقع البحث عن عمل مثل لينكدإن ومنصات الترجمة لأن العميل قد يرغب في التحقق من هويتك قبل العمل معك. وبهذه الطريقة، قد يجدك العميل أيضا قبل أن تبحث عنه.
3) تواصل مع شركات الترجمة
ثعد شركات الترجمة خيارا جيدا إذا لم تكن مستعدا للتعامل مع عملاء مباشرين بسبب خبراتك المحدودة. فهذه الشركات تتكلف بالبحث عن العملاء ومراجعة ترجمتك. وتنحصر مهمتك في الترجمة. وتوفيرا للوقت والجهد، يوفّر عدد من المواقع التابعة لجمعيات الترجمة مثل الجمعية الأمريكية للمترجمين قاعدة بيانات شركات الترجمة. ويسهّل عليك البحثَ أيضا حسب البلد. ويوفر أيضا موقع بروز قائمة طويلة جدا من شركات الترجمة رفقة تقييمات المترجمين بشأن التعامل معها. وهو ما يساعدك على التأكد من مصداقيتها قبل التواصل معها وإرسال سيرتك الذاتية. وتتمثل إحدى فوائد التعامل مع شركات الترجمة في ترجمة أنواع مختلفة من النصوص. وهو ما سيثري تجربتك ويصقل مهاراتك دون شك.
وقد تجد شركات ترجمة تشترط بضع سنوات من الخبرة. لكن في المقابل، توجد شركات ترجمة أخرى تكتفي باختبار الترجمة لتحديد مدى ملاءمتك لمعاييرها. وقد لا يجيبك عدد من الشركات التي تواصلت معها. ولكنها تحتفظ عادةً بسيرتك الذاتية أو طلبك إلى حين حاجتها لخدمتك. وبالإضافة إلى شركات الترجمة، يمكنك أيضا التواصل مع مكاتب المترجمين المحلفين الذين قد يحتاجون من حين لآخر لمساعدة المترجمين المستقلين في مشاريع الترجمة. وستجد في الغالب قائمةً بأسمائهم وعناوينهم في موقع جمعية المترجمين المحلفين التي ينتسبون إليها في بلدهم.
4) استهدف العميل المباشر بتمهّلٍ
عندما تتعامل مع العملاء المباشرين، قد لا تنحصر مهامك في عملية الترجمة. فقد يعتمد عليك العميل في تقديم ترجمة نهائية تشمل الترجمة والمراجعة والتدقيق دون أن يُخضعها للمراجعة. وفي هذه الحالة، قد يتسبب إعطاء الترجمة بجودة لا تتوافق مع وعودك في مشكلات مع العميل.
وبالإضافة إلى ذلك، ينبغي أن تستبق بعض المشكلات قبل حدوثها والتصرف وفقا لذلك. فعلى سبيل المثال، إذا كنت ستترجم وثيقة أو كتابا معدا للنشر، ستحتاج إلى طلب الاطلاع على آخر نسخة قبل النشر. وإذا لم تكن ملما بأهمية هذه الخطوة، قد تتفاجأ بنص نهائي مليء بالأخطاء المطبعية لأن الشخص المكلف بالنشر المطبعي مثلا لا يجيد اللغة العربية. ومن ثم لم يأخذ بعين الاعتبار الاختلافات اللغوية والمطبعية عند نقل النص من الوورد إلى الصيغة النهائية. وقد تكون أنت المتهم الأول بمستوى هذه النتيجة السيئة. وهو ما قد يؤدي إلى عدم دفع مستحقاتك. ولكن عندما تتعامل مع العملاء غير المباشرين، فإنهم في الغالب يتكلفون بهذه المهمة.
وإذا كنت متأكدا من قدرتك على التعامل مع العملاء المباشرين، حدد المجال المستهدف ثم العملاء العاملين في هذا المجال لتفادي تشتيت جهودك. فعلى سبيل المثال، إذا كنت مهتما بترجمة المواد التعليمية، يمكنك التواصل مع المؤسسات التعليمية. وابتعد عن المجالات التي لا تفقه فيها شيئا لكي لا تقدّم أول خدمة لك بجودةٍ سيئةٍ. ولا تغفل عن الشركات الموجودة في مدينتك أو بلدك. ويمكنك أن تبدأ التواصل معها وتقترح خدماتك عليها. ويُنصح باستهداف الشركات الصغرى في البداية. ويُقترَح أيضا التواصل مع المؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي. فقد يحتاج بعضهم إلى ترجمة محتواه للوصول إلى جمهور أوسع.
وعند تواصلك مع هؤلاء العملاء المحتملين، يمكنك أن تترجم جزءا من محتواهم المتاح على الإنترنت وترسله إليهم. وفي هذه المراسلة، عبّر لهم عن استعدادك لترجمة المحتوى كله. وإذا كنت غير متأكد من جودة الترجمة، يمكنك الاستعانة بمُراجع ليتأكد من خلوها من الأخطاء إلى حين اكتسابك الثقة الكاملة في مهاراتك.
5) وسع نطاق خدماتك
لا تكن محدودا وضيق الأفق في الخدمات المتاحة. فإذا كنت تقترح خدمات ترجمة الوثائق وطُلبت منك خدمة أخرى ذات علاقة باللغات مثل تفريغ الملفات الصوتية، لا تتردد في تقديم هذه الخدمة خصوصا إذا كان أول طلب خدمة تحصل عليه. فتذكر أن حصولك على توصية من هذا العميل الأول سيساعدك على كسب ثقة عميل آخر لأن هذا الأخير يبحث عن مواصفات أخرى في المترجم ترافق إجادة الترجمة مثل القدرة على الالتزام بالمواعيد.
6) روج لخدماتك
يُنصح بالتعريف بنفسك وبخدماتك في المواقع المتخصصة في خدمات الترجمة. وينبغي أن تُعرّف بشهاداتك وتشير إلى الأشخاص الذين ساعدتهم وتعرض ترجمات شخصية قمت بها كنموذج لعملك وليس بالضرورة عملا فعليا مع جهة ما، وتحيل على المشاريع التي شاركت فيها ولو كان ذلك خلال مرحلتك الدراسية أو التدريب أو العمل التطوعي. ويمكنك أيضا أن تروج لنفسك عن طريق إنشاء مدونةٍ شخصيةٍ تعرض فيها مهاراتك وخدماتك.
كلمة أخيرة
وفي الختام، بعد أن تكسب أول عميل لك في مجال الترجمة، تأتي مهمتك في الحفاظ على ذلك العميل وتوسيع شبكة عملائك بمواصلة البحث عن عملاء آخرين.
أشكرك على هذا المقال النافع.
أتابع مدونتك من فترة. وأحييك على الجهد المبذول.
ونظرًا للفائدة التي تقدمينها هنا لطالما نصحت الكثيرين بمدونتك.
أنا أدون يوميا بحمد الله منذ نحو عامين دون انقطاع. وفي تدوينة الغد إن شاء الله سأشير برابط مباشر لهذا المقال.
ملاحظة أخيرة أنا مشترك بنشرتك البريدية والعدد الأخير منها ذو المقالات العربية أول رابط من المقالات لا يؤدي له فأرجو إصلاحه.
كما أرجو أن يكون هناك محتوى أصلي لنشرتك خاص بها ولا يكون مجرد آخر مقالاتك المنشورة. لكن لو ظل كذلك فلا بأس.
شكرا جزيلا على تعليقك والإشارة إلى هذا المقال في تدوينتك. وأحييك على مواظبتك على التدوين اليومي.
وسآخذ ملاحظتك بشأن الخطأ في النشرة البريدية الأخيرة بعين الاعتبار في النشرات المقبلة وسأحرص على تفقد الروابط قبل الإرسال.
وسأفكر في اقتراحك بشأن المحتوى الأصلي. أعجبتني الفكرة، وأظنها تحتاج إلى تفكير عميق 🙂