طُلب من متدرب في أول يوم تدريب له في إحدى المنظمات، ترجمة وثيقة إلى اللغة العربية وتسليمها خلال فترة محددة. ولكنه وجد نفسه أمام لوحة مفاتيح لا تشمل اللغة العربية. وفضلا عن ذلك، كان عليه أن يكون متمكنا من الكتابة السريعة لإتمام المهمة في الموعد المحدد لها. فهرول إلى مكتب الموظف المكلف به وطلب منه استبدال لوحة المفاتيح بأخرى تشمل الحروف العربية. ولكن الموظف رفض وشرح له بأنها طريقة لتحفيز المتدربين على حفظ أماكن الحروف من أجل تطوير سرعة الكتابة، وبالتالي الإسراع في العمل.
ونظرا إلى أهمية الكتابة السريعة في عمل المترجم، يتطرق هذا المقال إلى مزايا الطباعة السريعة في مجال الترجمة ويقترح أربعة مواقع لتعلم هذه المهارة المفيدة للمترجم.
اقرأ أيضا: التطوع عن بعد: أفضل حل لاكتساب التجربة في مجال الترجمة
1) مزايا الكتابة السريعة في الترجمة
وبالفعل، تُعد الكتابة السريعة إحدى مهارات الحاسوب. فعندما يتقن المترجم الرَّقن السريع، أو ما يُصطلح عليه الطباعة العمياء، فإن تركيزه ينصب بأكمله على الترجمة. وتساعد هذه الكتابة السريعة دون النظر إلى لوحة المفاتيح، على توفير الوقت والجهد. وتريح هذه الطريقة أيضا العين من مشقة الانتقال في كل مرة ما بين شاشة الحاسوب ولوحة المفاتيح. فهذه المهارة تقتضي معرفة أصابعك أماكن الحروف دون التفكير فيها ودون الحاجة إلى النظر في لوحة المفاتيح لإيجاد المفاتيح الصحيحة.
ومثلما يتقن المترجم الترجمة من خلال الممارسة، فإن مهارة ”الطباعة العمياء” والكتابة السريعة تُكتسب من خلال الممارسة والتكرار. وتساعد هذه المهارة المترجم في إنجاز المهام الأخرى التي قد توكل إليه في وقت وجيز مثل كتابة التقارير وتحرير المقالات باستعمال الحاسوب، وفي المهام المرتبطة بالكتابة بشكل عام.
وفي هذا الصدد، قد تخطر بالبال الأدوات الحديثة الكفيلة بتوفير عناء الكتابة أو الرقن مثل تقنية التعرف على الصوت التي يوفرها برنامج وورد. وتسمح تقنية التعرف على الصوت بالكتابة الآلية والآنية لما يمليه المترجم من ترجمة. ولكن هذه الطريقة ستكون مزعجة للغاية في الأماكن أو المكاتب المشتركة التي يعمل فيها المترجمون دون وجود أي حاجز بينهم. فقد يتشتت تركيز المترجمين إذا بدأ كل واحد منهم يملي ترجمته على الآلة ليصبح المكتب أشبه بالبورصة التي تتعالى فيها الأصوات المتداخلة!
2) أمثلة لمواقع التعلم على الكتابة السريعة
وتقدم بعض المواقع تدريبا مجانيا على مهارة الطباعة العمياء، إذ تسمح بالتدرب على وضع كل أصبع على حروف بعينها في لوحة المفاتيح نظرا لقرب كل أصبع من تلك الحروف على اللوحة. وتساعد بعض الألعاب في هذه المواقع على تعلم هذه الطباعة بطريقة ممتعة. ففي وقت أصبح فيه عمل المترجم يعتمد بالكامل على الحاسوب الذي أزاح الورقة والقلم من مجاله المهني، أصبحت الكتابة السريعة باستعمال الحاسوب مهارة أساسية من مهارات المترجم تساعده على توفير الوقت.
وفيما يلي بعض المواقع التي تساعد على تعلم الطباعة العمياء:
- موقع تعلم الكتابة باللمس
(يمكنك أن تختار لغة لوحة المفاتيح يسارا قبل بدء التدرب)
- موقع معلم الطباعة العمياء
(ستجمع بين التعلم والمتعة من خلال الألعاب المقترحة)
- موقع Typing Club
(تحتاج إلى إنشاء حساب جديد لحفظ تقدمك في التعلم)
- موقع أكاديمية الطباعة
(يهدف إلى مساعدة المستخدم على التغلب على مشاكل البطء في الكتابة)
وفي الختام، فإن الكتابة السريعة إحدى مهارات المترجم التي يحتاجها من أجل التركيز على الترجمة وتوفير الوقت والجهد اللذين يُستهلكان في انتقال العين ما بين شاشة الحاسوب ولوحة المفاتيح.
Interesting